Old school Swatch Watches
:: الرئيسيه :::: العروض الدعوية :::: اخبر صديقك :::: اتصل بنا :::: ساهم معنا :::: البحث :::: المكتبة ::
الرئيسة
  • اعرف نبيك
  • العلماء وطلبة العلم
  • أفكار دعوية
  • مكتبة صيد الفوائد
  • المكتبة الصوتية
  • الأنشطة الدعوية
  • زاد الـداعـيـة
  • زاد الخـطـيـب
  • العروض الدعوية
  • للنساء فقط
  • ملتقى الداعيات
  • رسائل دعوية
  • الفلاشات - القصص
  • مقالات - فتاوى
  • واحة الأدب
  • منوعات - مختارات
  • الملل والنحل
  • الطبيب الداعية
  • بحوث علمية
  • تربية الأبناء
  • جهاد المسلمين
  • محمد بن عبدالوهاب
  • صفحات مهمة







    رمضان بين الفقه والإيمان

    صالح بن عواد المغامسي


    الأستاذ معمر :  الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
    مشاهدي الكرام . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وحياكم الله في حلقة هذا الشهر من برنامجكم ( القطوف الدانية ) .
    أيها الأحبة : نسمع هذه الأيام حداء المحبين ونرى ابتسامات عريضةً على ثغور كثير من المسلمين لأنهم يستقبلون ضيفاً طالما انتظرته القلوب المؤمنة وتشوقت لبلوغه النفوس الزكية وتأهبت له الهمم العالية لقد أقبل شهر الصيام بفضائله وفوائده وهباته ونفحاته أقبل بأنفاسه العطرة وثغره الباسم ووجهه المشرق ، أقبلت يا رمضان يا شهر الصيام والقيام يا شهر النور و البركات يا شهر الخشوع والطاعات  فكم كنت ربيعاً للطائعين وموسم للتائبين . قد تاقت إليك نفوس المؤمنين واشتاقت إلى لياليك دموع المتهجدين . فكم فيك من راكع وساجد وكم فيك من تالي للقرآن وذاكر . و كم وكم .

    (
    شهر رمضان بين الفقه و الإيمان ) هو موضوع حلقتنا من هذا الشهر من برنامجكم:  ( القطوف الدانية ) .
    أشرف بأن أرحب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ:  صالح بن عواد المغامسي .

    يا شيخ صالح إن أذنتم لي قبل أن تقف مع
    هذا الموضوع الذي أتوقع أن لا تكفيه حلقة لكن أسأل الله عز وجل أن يسددكم بأن نبرز معالمه ولاسيما أن هذه الحلقة هي الأخيرة قبل شهر رمضان وأن يتجدد اللقاء بعد قضاء شهر رمضان إن أذنتم لي فضيلة الشيخ أن نقف وقفة مع رمضان كشهر دون أن ندخل في خصائصه فيما تعلق في الفقهيات وما يتعلق بالإيمانيات وما يتعلق أيضاً بالصوم لا شك أن هذا الشهر له ميز عن بقية الشهور قد أختصه الله عز وجل في عديد من الفضائل المختصة به كشهر . 
    الشيخ صالح : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب وحده هو الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى وجعله غثاء أحوى . وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم خير من صام وأفطر الشافع المشفع في عرصات يوم المحشر صلى الله عليه وعلى أصحابه وعلى سائر من اتبع أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد .
    فإن ما من قلب مؤمن موحد يعرف قدر الله جل وعلا إلا ويتعرض لنفحات الله ورحماته . ويسأل ربه التوفيق فيها . وإن من خصائص الصالحين أنهم إذا أصبحوا سألوا الله عز وجل التوفيق وإذا أمسوا استغفروا ربهم خوفاً وفزعاً من التقصير وعرفان بأنهم عاجزون عن عبادة ربهم جل وعلا عبادة كاملة .

    شرع الله جل وعلا رمضان وقد قلت من المطلوب بيان فضله وهذا يحتاج إلى
    تأصيل علمي قال الله جل وعلا : (({ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68 )) والله جل وعلا وحده مدبر الأكوان و ميسر الشهور والأيام والأعوام . وقد جعل الله جل وعلا لرمضان ميزه ليست لغيره ففيه أنزل الله خير كتابه على خير خلقه صلى الله عليه و سلم . وصيام هذه الأيام التي جعلها الله جل وعلا رابع أركان الدين واختص رمضان من غير الشهور يصام و تأدى هذه العبادة فيه وهذا من خصائص الشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين يغفر لهذه الأمة فيه في آخر ليلة ورد , قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر قال : ( لا إنما يوفى الأجير أجره إذا أنهى عمله ) . اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم فيه ما اجتهد في غيره . هذه ثمة أمور تبين فضائل هذا الشهر مع اتفاق المسلمين على أن شهر رمضان ليس من الأشهر الحرم لكنهم قالوا : إنه خيرٌ منها ومع ذلك نجد أن الفقهاء رحمهم الله ترد في عبارتهم عبارة انتهاك حرمة الشهر وهذا له علاقة بقضية فضيلة الشهر فمثلاً ـ هذا سيأتي ربما تفصيله ـ لو أن إنسان أفطر في رمضان بفطر الجماع أي جامع في رمضان فإن عليه وفق الحديث الصحيح عليه القضاء وعليه الكفارة لكن لو أن إنسان أفطر بنفس الطريقة أي جامع في صيام نذر أو جامع في صيام قضاء بالطبع النذر والقضاء لا يقع في رمضان فلو صام غير ذلك عليه نذر أو صام يوم عليه قضاء ثم أفطر بطريقة الجماع فيقال له: عليك القضاء فقط وليس عليك الكفارة لماذا ؟ لأن الكفارة مرتبطة بانتهاك حرمة الشهر و ليست أيام العام كشهر رمضان المبارك ومن هذا يفهم عظيم فضل شهر رمضان المبارك . بلغنا الله وإياك والمسلمين على أفضل عافية ونعمه .

    الأستاذ معمر :
     يا شيخ صالح أشرتم من خلال حديثكم إن من أهم الفضائل أن الله عز وجل أختص شهر رمضان بعبادة الصيام يعني كثيرة التعريفات لهذا المصطلح لكن نريد أن نحرره تحريراً ليس علمياً أكاديمياً بحيث نبين الأبعاد الموسعة لهذا المصطلح .
    الشيخ صالح : نعم الله جل وعلا تعبد المسلمين بصيام رمضان وقال : (({ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ }البقرة183)) .. وقال (({ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }البقرة185)) .
    عند أهل اللغة الصيام هو الإمساك فكل من أمسك عن شيء فقد صام عنه

    خيل صيام وخيل غير صائمةٍ *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

    ذا في اللغة وفي قصة مريم (({ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً }مريم26)) أي إمساك عن الكلام لكنه في الشرع أن يمسك الإنسان عن المفطرات المتعلقة برغبتين وشهوتين الفرج والبطن من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وقال ربنا: (({ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ })) يتبين لكم بياض النهار من ظلمة الليل هذا المعنى الحرفي للآية هذا الصيام نلاحظ الآن طلبتم غير التعريف على التحديد . نأتي لتحليل المعنى الصيام جزء من أربعة فرائض عبادات أركان وهم الصلاة و الزكاة و الحج و رابعها الصيام .

    نبدأ بهذه الثلاث ليتحرر المعنى
    الأول ما الصلاة ؟ الإنسان إذا كان أمامك جالس جانبك تقول قم صل فهو يقوم يتوضأ ويذهب إلى المسجد صلاة الجماعة واجبة فيصلي إذا قام بعملية فعل . ما الزكاة ؟ إنسان عنده أموال قلت له زكي فهو يذهب يأخذ هذه النقود يخرج منها 2,5 % ثم يذهب وينفقها إما هو بنفسه أو بغيره إذاً فعل. ما الحج ؟ يذهب الإنسان إلى الميقات إذا كان عنده ميقات يحرم من دونه فيلبس إزار ورداء يغتسل يذهب إلى مكة يطوف يسعى يقوم بأعمال فعل . مجموعة أفعال  هذه الثلاثة فعل لكن الصيام ليس بفعل إنما امتناع ترك والترك عند الأصوليين يسمى فعل كما عند الناظم : والترك فعل في صحيح المذهبي.
    فالصيام عبادة قائمة على ترك ما ترغب النفس أصلاً في فعله أو ما تحتاج النفس أحياناً إلى فعله وما تعودت عليه أو ما أباحه الله جل وعلا لها . لكن هذا القيد ليس صحيحا في المباحات فلا يأتي شخص ويقول أنا فعلت شيئاً محرماً مثلاً شربت دخان والدخان محرم فلا يقول لهم لا يفطر لأن الله منعنا من المباحات بل منع كل ما يدخل إلى جوفك من نافع أو ضار فصيام بهذه الطريقة التحليلية هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر تعبداً لله إلى غروب الشمس قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا أقبل الليل من هاهنا و أدبر النهار من ها هنا فقد أفطر الصائم ) وهذا تحرير المعنى والذي يهمني منه ترك وليس فعل .

     الأستاذ معمر : يا شيخ قبل أن ندخل في بقية المحاور  سبحان لله المتأمل في النصوص الواردة في الصيام قوية جداً يعني يجب على المسلم أن يتأملها وأن يتدبرها من أمثال قول الله عز وجل في الحديث القدسي: ( الصوم لي ) أيضاً الحديث الآخر : ( الصوم جنة ) لاشك يا شيخ أن مثل هذه النصوص التي أختص لله بها هذه العبادة في هذا الشهر الفاضل لاشك أنها مدلولات على آثار هذه العبادة سواء كانت حسية أو معنوية وتهذيب هذه النفس البشرية وتقوية الإيمان حبذا يا شيخ لو أشرنا إلى مثل هذه .
    الشيخ صالح : كما ذكرتم الصوم عبادة وهو ليس في رمضان هذا الصوم ذكر الله جل و علا فيه نصوص من القرآن والسنة قال ( الصوم لي ) مبدأ مبدئي من باب التشريف لكن العلماء رحمة الله عليهم اختلفوا في معناه ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) فقالوا : أنه عبادة تقتضي على السر وهذا عظمته .
    فقالوا أنه عبادة تعتمد على السر وهو أقرب للإخلاص وقلنا كما ذكرنا سالفاً أن بعض العلماء يقول إن هذه العبادات الثلاث غير الصيام ممكن أن يؤديها غير المسلم لغير الله . فمثلاً جمع الأموال والتقرب بها إلى الطواغيت وقع . وكذلك السجود والركوع وتعظيم ذوات الأرواح ، لم يقع في التاريخ أن أحداً صام لأحد لأنه هذا سيكلف من صيم لأجله سيراقبه أكل أم لم يأكل وهو عبادة سرية ولأجل هذا قال بعضهم إن ( الصوم لي )هذا معناه . لكن ما يهمنا في قضية الصوم آثار المؤمن (({ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }البقرة131)) . (({ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162 ) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)) الأنعام ،  فالعبودية تعني أن يسلم الإنسان قلبه لله (({ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125)) . أين كان سواء جعلنا الحكم والعلل أو فقهناها هذا لا يفيد بمسألة أننا عبيد للرب جل وعلا فالله يقول : (( كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ )) وقال : (( وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ )) فقانتون في الأول فهذا قدري يدخل فيه كل الخلائق مؤمن وكافر وبر وفاجر . أما قنوت الثاني فطاعة وقوموا لله قانتين طائعين وهذا وصف لأهل الإيمان فقط . فالصيام المقصود منه ليس إجهاد البدن كما يقول بعض أهل الفضل  إنما المقصود منه تهذيب النفس  .. ولهذا لو كان المقصود من الصيام إجهاد البدن لكان يجب على المسافر وعلى المريض حتى يكون أقرب إلى إجهاد بدنه يزيده الصيام وهو على سفر أو غيره لكن المقصود السمو بالنفس والرقي بها على عالم الكمال . إذا كان هناك حولك كثر من المباحات تنظر إليها وتملك أمرها وليس هناك رقيب إلا الجبار جل جلاله ثم تعظمه بأن تستسلم لأمر ثم تعظمه بأن تفزع إليه في الإفطار كما ستأتي هذه العبادة التي أرادها الله جل وعلا لخلقة . هي مضغة و هي قلب إذا أصلحها الإنسان وجعلها رهناً لأمر الله وإشارته لأمر الله جل وعلا وامتثل بها فاز بسعادة الدارين . من يخاطب بها هذه العبادة يخاطب بها المسلم لأن الصيام عبادة إسلامية لا تراء بالكفار و لا تقبل منهم ولا يصح صيامهم . يخاطب بها العاقل وإن المجنون أختل به مناط التكليف أما الصغار فيربون عليها كعهد السلف و أبناء الصحابة ويخاطب بها المقيم وإن المسافر عذره الله وإن صام صح صيامه ويخاطب بها الصحيح لأن المريض عذره الله وإن صام صح صيامه والحائض والنفساء ليستا مخاطبتان به ولو صامتا لا يصح صيامهما و يلزمهما قضاء هذا الصيام من حيث الجملة قوله صلى الله عليه وسلم ( الصوم جنة ) أي وقاية ولله تعالى يقول (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) ومن أعظم من يجلب التقوى ويسمو بالنفس في عالم الكمال وكمال النفس بقربها من ربها وتقوها لخالقها وباريها هو الصوم الذي أرشد إليه صلى الله عليه وسلم على صيام التطوع أما في صيام الفريضة فلا ضار إلا بعذر وإنما أمر مقرب قول الذهبي رحمه الله كلمه تكتب بماء العينين لا بما النقدين : " وعند المسلمين مقرر أن من افطر يوم من رمضان من غير عذر فهو شر من الزاني ومدمن الخمر ويظنون به الزندقة والانحلال " فهذه العبارة من الإمام الذهبي رحمه الله تبين ما استقر بأنفس المسلمين من أن الصوم عباده عظيمه لديهم أعدها لمن أراد تحريرها قال رحمه الله " وعند المسلمين مقرر أن من افطر يوم من رمضان من غير عذر فهو شر من الزاني ومدمن الخمر ويظنون به الزندقة والانحلال " نسال الله العافية .حتى يعرف المرء المؤمن أي خطاب عظيم خاطب الله به لما نادى بنداء كرامة لا نداء علامة (({ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ }))

     
    الأستاذ معمر : كيف يمكن للمسلم أن يستعد لهذا الشهر الفضيل ؟
    الشيخ صالح : أولاً : أن تكون هناك رغبه ملحه فالقدوم على الله جل وعلا بعمل صالح فإذا انطلق الإنسان من هذا المنطلق وجعل ذلك نصب عينيه فقد وفق بإذن الله بأن يوفق للعمل الصالح في رمضان .لا يحمل الإنسان فوق كاهله أكثر من ذنوبه ـ نسال الله لنا ولكم العافية ـ فجعل الله جل وعلا رمضان فرصه للتكفير قال صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فإذا عُمّر رمضان بالطاعات وذكر الله جل وعلا ودراسة القران وما فيه من سنن سنها المصطفى صلى الله عليه وسلم ومع كثر الاستغفار وللصوم نفسه من أعظم المكفرات ومن أعظم الشافعات يوم القيامة فإذا تم هذا الفضل للإنسان فإنه وفق في الدارين فأعظم استعداد أن يسأل العبد التوفيق من الله جل وعلا في أن يوفقه الله جل وعلا لصيام رمضان وقيامه على الوجه الأمثل والطريقة الأكمل .أما بعض الأمور التي تساعد على الصيام فالأخذ بالأسباب محمود شرعاً نسال الله التوفيق .

     الأستاذ معمر : أعود فضيلة الشيخ إلى محوري وهو ما يتعلق بالفقهيات في شهر رمضان هذه عباده كسائر العبادات لها واجباتها لها سننها لها مستحباتها فنشير إشارات يسيره بداية يا شيخ عن أهم المفطرات في رمضان والإمساك عنها سواء كانت حسية أو معنوية .

    الشيخ صالح :
    نعم ثمة أشياء تنقص الصيام بالكلية بمعنى من صنعها يعتبر مفطرا وهذا يترتب عليه القضاء . وأخرى منقصه فلا نلزمه بالقضاء فإنما تقدح في صومه وتقلل من أجره لكن من الناحية الفقهية لا نقول له اقضي ذلك اليوم هذا أمر يجب استيعابه في التحليل وان ترتب عليه إثم.

     
    وأما الأول:فالمفطرات إما أن تكون على النحو التالي:
     إما أن تكون جماعا فان كان جماعا فهذا فيه
    قضاء بالإضافة إلى الكفارة والكفارة عتق رقبة ثم ينتقل إن عجز إلى صيام شهرين متتابعين ثم ينتقل إن عجز إلى إطعام ستين مسكينا وهذا الترتيب عند أكثر أهل العلم وقد قال بعض العلماء بعدم الترتيب هذا من ناحية قضيه الجماع ونعني بالجماع المعروف الكامل وهو الحشفة المعروفة في مكانها المعروف أما إذا انزل الرجل من مداعبة لزوجته دون أن يكون هناك إيلاج فهذا فيه إثم مثل الأول وفيه قضاء وليس فيه كفاره هذا ما يتعلق بعلاقة الرجل مع زوجته .

     أما غيرهما ويندرج بما فيه الآكل والشرب أو وصول
    شيء إلى الجوف فإذا وصل شيء إلى الجوف نافعاً أو ضاراً غذاءً أو دواءً أو غير ذلك فهذا مفطر إذا كان فعل ذلك عمداً أما ما يفعله الإنسان نسياناً فهذا رفعه الله جل وعلا عن الأمة والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أطعمك الله وسقاك ) كذلك ما يلج من غير اختيار كالغبار كما أن يكون الإنسان في الشارع أو ما أشبه ذلك فهذا لا يعتبر مفطر يأتي عند الناس ـ أنا أحاول أن اجمع شتات الموضوع ـ يأتي عند الناس بلع الريق الأفضل أن لا يفعله ولكن إن فعله فهو ليس مفطر والنخامة ـ أكرمنا الله وإياكم والمشاهدين والمشاهدات ـ اختلف العلماء فيها والأرجح فيما أعلم والعلم عند الله أنها غير مفطره . وأيضاً إذا كان الإنسان يفكر تفكير غلبت عليه شهوته فأنزل فلا يخلو الإنسان من أحد الحالتين إما أن ينزل منياً أو ينزل مذياً فإذا انزل منياً أفطر وإن أنزل مذياً فقد اختلف العلماء فيه هل يلحق بالمني أو بالبول والذي يرجح عندنا والعلم عند الله أنه لا يفطر .
    نأتي للحائض والنفساء لا يقع منهما الصوم ويقابلهما الحامل والمرضع فالحديث عن الحائض والنفساء يقود إلى الحديث عن الحامل والمرضع . فالحامل والمرضع بعض الفقهاء يقول ينظر ما السبب في خوفهما هل خوفهما على نفسيهما أم على ولديهما ؟ فقالوا إن خافت على نفسيهما يلزمها القضاء دون الكفارة ـ الكفارة هنا ليست كفاره الجماع ـ وإنما إطعام مسكين أي نصف صاع أو مد وان كانت خافت على ولديهما يلزمها الكفارة وان خافت على الولد لا على نفسيهما فيلزمها الكفارة لأنهم اعتبروها أنها صحيحة وبعض الفقهاء كالإمام النخعي والبخاري ترجمتهما للباب  إلا انه لا كفاره عليهما ولو خافتا على الولد لأن الله تبارك وتعالى قال (( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) ولم يشترط الله جل وعلا الكفارة وإنما اشترط الرب تبارك وتعالى القضاء وحده ، هذا ما يتعلق بجمله المفطرات التي تحول بين المرء وبين أداء رمضان صياماً على الوجه الأكمل . وبقي ما ينقص الصوم ويقلل من أجره لكن لا نقول أن فاعله يلزمه القضاء نحن نتكلم عن الصناعة الفقهية لا نتكلم عن القبول عند الرب تبارك وتعالى هذا ما أخفاه الله جل وعلا عن عباده . يوم تبلى السرائر هذا مثله النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه أن يدع طعامه وشرابه ) النظر إلى المحرمات الغيبة النميمة كل معصية تخدش في الصيام وتنقص من أجره كذلك الصيام عباده تقوم على الحبس والإنسان إذا قدر على حبس نفسه عن ما حرم الله تعالى تحريم مؤبدا كالمحرمات أو تحريم مؤقتا كالصيام عن الطعام والشراب فالإنسان إذا قدر على حبس نفسه فهو تعظيم بذلك الحبس لربه .

    والصبر كاسمه مر مذاقه  *** لكن عاقبته أحلى من العسل

    هذا الذي ينجم عن العاقبة والأمر الحسن والطيب .

    مجموعه من الاتصالات :
     الأستاذ معمر :  أبو سعود يسأل هل ترك الصلاة إلا في رمضان كفراً.
    الشيخ صالح : ترك الصلاة عند بعض العلماء كفر وإذا صلى في رمضان ننتهز هذه الحالة فيه فنكثر من نصحه وإرشاده .

    الأستاذ معمر : أم محمد تسأل عن التحليل ؟
    الشيخ صالح :
    التحليل في الدم التحليل المعروف الذي يقع في المختبرات وكمية الدم التي تؤخذ منها لا تصل إلى حد أنها تبطل الصيام فالصيام مع التحليل صحيح ولا يفطر أمثال هذا التحليل وإنما الحجامة وهي كمية دم كثيرة تخرج فالجمهور أنها لا تفطر والمذهب أنها من المفطرات .

     الأستاذ معمر :
    شيخ صالح انطلاقاً من قوله تعالى : ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )) لا شك أن هذا الشهر له ميزه كبيرة فيما يتعلق بكتاب الله عز وجل حبذا يا شيخ لو تحدثنا عنها بياناً يا شيخ بحال التي يجب أن يكون عليها المسلم أيضاً يا شيخ الحال التي قد تحصل للمسلمين والمسلمات قبل أو بعد رمضان .
    الشيخ صالح : تدارس القرآن في رمضان من أعظم سننه ، دل عليه حديث جبريل ، كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل عام مره حتى كان العام الذي مات فيه فدارسه القرآن مرتين صلوات الله وسلامه عليه . وقبل ذلك قول الله جل وعلا : ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) ثم قال جل ذكره: ((فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )) قال العلماء : " لما أراد الله أن يمهد لفضل رمضان ويبين سبباً من أسباب شرع الصيام فيه جعله أنه ينزل فيه القرآن " أي ابتدأ نزول القرآن في رمضان على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويؤيد هذا كذلك أن في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للمؤمن يوم القيامة ) فهناك تلازم شرعي ما بين الصيام وما بين القرآن .ولهذا كان جبريل يتوخى رمضان فيزيد من مدارسة القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم . وإلا جبريل رواح غداء بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم  .

    ما معنى تدارس القرآن ؟

     يجب أن يستقر في الأذهان والأفهام
    والقلوب من قبل ومن بعد أن القرآن أعظم كلام لأنه كلام رب العزة وأن السبيل إلى رحمة رب العزة تدبر كلامه ودراسة تلك الآيات الجليلات التي أنزلها الله على خير خلقه . تدارس القرآن تلاوته تدبره محاولة حفظه . فقه الآيات التي فيه . خاصة تلك الآيات التي تعني بشؤون العقيدة وتبين أن الرب لا رب غيره وأن الله لا رب غيره ولا آله سواه وان ما يدعى من دونه باطل، (({إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ }النجم23 ) ({وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }الأحقاف5) إلى غير ذلك من الآيات التي ترسخ مفهوم العقيدة الصحيحة في النفس ، ثم تلك الآيات التي نبين العبادات وتلك الآيات التي تبين ما يسموا بالأخلاق في النفس .
    والمقصود ورد عن مالك رحمه الله أنه إذا جاء شهر رمضان
    عكف على القرآن يتلوه ، لكن ينبغي أن تكون قراءة القرآن قراءة تدبر لا قراءته هذاً ليقول الأخُ لأخيه أو القرين لقرينه أو الصديق لصديقه ختمت وأنت لما بعد ؟ . هذا ليس مقصود شرعي .
     فيخصص الإنسان وقت للتلاوة ووقت لفهم تلك الآيات ويقرأ في كتب التفسير ويتدارس القرآن حتى يعمل بتلك الآيات ، يحسن بالأئمة في دروسهم الوقوف على بعض الآيات وتدارسها وذكرها وتوضيحها للناس ، لا يكون الخطاب العلمي والدعوي ترك ونهي كيف يترك كيف يأتي كيف ينتهي وهو أصلاً لم تعلو جذوة الإيمان في قلبه ، ولن تعلو جذوة الإيمان في قلب أحد حتى يكون متدبراً للقرآن . الله جل وعلا يقول : ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق45) ({وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ }الإسراء79) ({لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ }الحشر21)) فالقرآن أعظم كتاب أنزله الله على أعظم نبي ، وتدارسه من أعظم ما يقرب من الرب تبارك وتعالى في رمضان أو في غيره.

     الأستاذ معمر : هذا التدارس يا شيخ قد يستلزم من طالب العلم غير المتمكن أن يطالع كتب العلم أن يطلب العلم فقد يشكل على البعض.
    الشيخ صالح : قضية التلاوة هذا أمر مهم .قلنا القراءة في كتب التفسير الموثوقة فيقرأ فيها حتى يتدبر كلام ربه جل وعلا وهذا نوع من تدارس القرآن .

     الأستاذ معمر : يا شيخ في الآية : ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) ولم يفهم منها أن شهر رمضان هو للقرآن ، بمعنى يا شيخ أن البعض قد لا يقرأ القرآن إلا في رمضان .
    الشيخ صالح: هذا مفهوم خاطئ لكن إن تعذر عليه إلا في رمضان فيقرأه في رمضان ، وإلا فالقرآن يتدارس في جميع السنة.

     
    الأستاذ معمر :  أقف وقفات يا شيخ مع بعض السنن كتعجيل الفطور وأيضاً تأخير السحور رمضان والعمرة ، البعض قد يحرص على العمرة في رمضان .
    الشيخ صالح : فلنبدأ بعد القرآن دائماً ينساق الصدقة لأن حديث ابن عباس :( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ). الصدقة الإنسان عندما يعطي إنما يقول لنفسه أنا واثق من عطاء الله فأكثر العباد حسن ظن بربهم هم أكثر العباد إنفاقاً لأنهم يعلمون أن ما ينفقونه سيخلفه الله جل وعلا لهم في الدنيا والآخرة وقد يكون في الآخرة (( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سبأ39 ) فظن الإنسان بربه أن الرب قادر على العطاء جواد كريم هو الذي يجعله ينفق ، وابن عباس رضي الله تعالى عنه يقول وكان النبي أجود ما يكون في رمضان  إذا لقيه جبريل لأن جبريل لا يدعم فيه الخير بل يزيد فيه بعث الخير ، فالصدقة في غير رمضان محمودة وفي رمضان أوكد لورود الأثر فيها وقد جاء رجل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله الصدقة قال :

    يا عمر الخير جزيت *** أكسي بنياتي وأمهن
    وكلنا من الزمان جنة *** أقسمت بالله لتفعلنه

    قال عمر : وإن لم أفعل يكون ماذا ؟ قال : إذا أبا حفص لأمضينه قال عمر : وإن مضيت يكون ماذا قال :

    إذا أبا حفص لتسألنه *** يوم تكون الأعطيات جنة
    وموقف المسئول بينهن *** إما إلى نار وإما جنة

    فأعطاه عمر قميصه وقال هذه والله الذي لا آله غيره لا أملك غيره .

     المقصود من هذا كله أن
    الصدقة لتطفئ غضب الرب كما جاء في الأثر ، والنبي عليه الصلاة والسلام حث عليها معاذ في الحديث المشهور لما ذكر له طرائق الخير وأفعال المعروف ، فالصدقة في القرآن محمودة لكن الناس يقتصرونها في زماننا على أمور معينه الدفع المالي ، وأنا لا أحجر واسعاً ولا أحرم خيراً ، لكن أقول ينبغي للإنسان أن يتوخى الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافا ، المعوزين من قرابتك خالاتك عماتك جيرانك أضرابهم وأمثالهم من الضعفاء والمساكين هؤلاء أولى وأحرى بأن يعطى إليهم وينفق لديهم حتى يضاعف الله لنا الأجر والمثوبة ، هذا ما يتعلق أيها الأخُ المبارك بالصدقة .

    الأستاذ معمر : الصدقة يا شيخ تجعلنا نتحدث عن ظاهرة التسول هل يبقى الإنسان على فضل الله وأن يتصدق ولا يتحرى حال السائل .
    الشيخ صالح : هو ليس ملزماً والنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجلين مبين لهم أوصاف الصدقة ثم قال إن شئتما أعطيتكما وإن شئتما منعتكما لكن قال بعض العلماء أن لا يلزم التحري وقد سمعت هذا من الشيخ العلامة أبن باز غفر الله له ورحمة أنه لا يلزم أن يسأل لكن لا يلزم شيء والأفضل شيء آخر .

    الأستاذ معمر :
     أعود يا شيخ إلى سنة تعجيل الإفطار وتأخير السحور  .
    الشيخ صالح : تعجيل الإفطار سنه ورد فيها الأثر ( أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعجل الفطر . يفطر قبل أن يصلي المغرب ، وقد جاءت السنة في طريقة الفطر أنه يبدأ بالرطب فإن لم يتيسر فبتمر فإن لم يتيسر فبالماء ، وقد ذكر الترمذي رحمة الله قال ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر في الشتاء على الرطب والتمر وفي الصيف يبدأ بالماء ، لكن كما قلت ليس هناك نص ثابت ، المقصود تعجيل الفطر ما الذي فيه ؟  الذي فيه إشعار عظيم للنفس . أنني عندما أمتنع عن الأكل والشرب فأنا لا أمتنع لقوة بدنيه أو أن الطبيب أمرني أو أني أريد أن أفعل أو أضع رجيم كما يقول الناس اليوم ، إنما امتنعت عن الأكل والشرب مع حاجتي إليهما تلبيةً لأمر ربي ، فلما جاء الإذن الإلهي الرباني أن أذهب وأفطر وانتهى المنع أبادر حتى أشعر نفسي أني عبد الله يأتمر لإمرة وينتهي عند نهيه لهذا ورد في الأثر ( أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا )
    ما الفطر ؟ الطعام الذي تأكله والشراب الذي تشربه هو رحمة فضل من الرب تبارك وتعالى . فأنا عندما أسارع إلى الشراب والطعام ..أسارع إلى رحمة الله إلى فضله إلى ما أباحة الله جل وعلا لي ، أنا في حال الصيام عبد وفي حال الإفطار عبد في كلا الحالتين أمتثل للرب جل جلاله .

    الأستاذ معمر :  فيما يتعلق بالسحور يا شيخ .
    الشيخ صالح : قال عليه الصلاة والسلام : ( فصل مابين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور ) وقال عليه الصلاة والسلام ( تسحروا فإن في السحور بركه ) قوله عليه الصلاة والسلام ( تسحروا ) هذا ندب ، وإن لم يتسحر صح صيامه لكن كفى بالمرء شرفاً وفخراً أن يتمثل سنة أحمد صلوات الله وسلامه عليه ، طعاماً يصفه النبي صلى الله عليه وسلم بركة كيف لا يفزع المرء إليه ، ومخالفة أصحاب الجحيم أمر رباني وهدي نبوي ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( فصل مابين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور ) فالإنسان يتمثل بذلك السنة يرجو بذلك البركة ، يخالف بذلك أهل الكتاب ، ثمة مصالح شرعيه عظيمه تتحقق من أكلة السحور ، وإن كان السحر يطلق على الوقت والسحور يطلق على الأكلة التي يريد بها الإنسان صيام ذلك اليوم .

    الأستاذ معمر :  يا شيخ صالح أشرت إلى بعض العبادات والسنن جزاك الله خير ..دعني أقف وقفة مهمة مع رمضان وقيام الليل ، لاشك أن معاصينا كبلتنا نوعاً ما في فضل رمضان وقيام الليل ، بفضل الله صلاة التراويح أيضاً الاعتكاف في رمضان ,,ليلة القدر وتحريها كل هذه العبادات لها أهميه كبيره . حبذا لو تحدثت عنها  .
    الشيخ صالح : شهر رمضان جملة شهر عبادة ، والعبد لن يصل إلى رحمة ربه إلا برحمة الله ومن رحمة الله أن يهيئ له طرائق العبادة ، إجمالاً نقول مراعاةً للوقت قيام الليل منقبة عظيمه لأهل الصلاح ، في سائر أيامهم ((كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }الذاريات18)

     صلاة التراويح أول من شرعها لهذه الأمة نبيها صلى
    الله عليه وسلم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام حاثاً أمته ودالها على الخير : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) فأداء صلاة التراويح من أعظم ما يكفر الله به جل وعلا الخطايا ( من صلى مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليله ) ثم إن التدرج في العبادة أمر مشروع مسنون ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يجتهد في الوسطى أكثر مما يجتهد في الأول ثم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد فيما سلف .
    نعود فنقول إن الإنسان بقيامه لليل وقوفه بين ربه إنما يتحرى فضلا ويرجو الجنة ويخشى نارا ، والله جل وعلا كريم حليم ذو فضل من وقف بين يديه كان أهلاً لفضله جل وعلا ورحمته ، الله يقول ({وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الإنسان25) وقال ({وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً }الإنسان26) ثم قال تبارك وتعالى ({إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً }الإنسان27)

    أما الاعتكاف فإن الإنسان عندما يترك الخلائق وينصرف فيتلمس ويتحرى رحمة
    الخالق بعد أن قطع العلائق مع الخلائق هذا عبد من الله عليه بالفضل ، وهي سنه سنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، تقول عائشة في بيان فضله صلى الله عليه وسلم وبيان عبادته لربه في رمضان ( كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر أيقظ أهله وأحيى ليله وشد المئزر ) والمقصود من هذه العبارات الثلاث الانصراف للعبادة ، واعتكف صلى الله عليه وسلم واعتكف أزواجه من بعده ، العبد عندما يكون تحت سارية أو يكون في الصف أو يكون في أي أروقة المسجد أو أروقة حرم يتلمس فضل الله جل وعلا ، تارة يخلد في الراحة طمعاً في الليل فيقف بين يدي ربه آخر رمضان نهاره صيام وليله قيام ، خاصة العشر الأواخر منه ، هذه جمله تقرب إلى الرب تبارك وتعالى .
    لكني أقول : ينبغي للأئمة عافانا الله وإياهم أن يكونوا يعلموا وهم كذلك بإذن الله الهدف الأعظم من قيام الليل ، ليست القضية هي قضية أتمام الركعات عاجلاً وإنما تدبر القرآن تلاوته ،والمبالغات في رفع الصوت أو الصياح في الدعاء أو التكلف الغير محمود أو الإطالة في الصوت هذا كله خلاف الهدي ويغلب عليه التصنع والله جل وعلا يقول عن عبده ورسوله ونبيه (( وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }ص86) رحمة الله لا تطلب بالعويل وبالصراخ ، لا تطلب بالسجع لا تطلب بلفت أنظار الناس لا تطلب بهذا كله تطلب بــ ({إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً }مريم3) تطلب بــ ({ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }الأعراف55) تطلب بأمثال هذا ، لأن الإنسان يحاول أن يسمع غيره وخاصة في ظل الأجهزة المعاصرة حتى يستقيم تعاطفهم معه إيمانياً ، ثم بعد ذلك من غير إطالة من غير تكلف من غير تفصيلات لا يحتاج المرء إليها ، إنما يختار جوامع الدعاء وما قاله الليلة يأتي بغيره غداً حتى يبعد عن الناس الملل والسآمة ومراعاة الهدي النبوي ، قضية أن الإنسان كلما مر على آية جهنم أو نار صارخ فيها وعول وحاول أن يبحث عن البكاء بطريقة كهذه لا يأتي ، لكن لا بد أن تستقر في القلوب عظمة الله ، فإذا استقرت في القلوب عظمة الله يأتي أشياء كثيرة من هذه ، لكنك ترى أحياناً من بعض أهل الفضل ونحنُ لا نتهم الناس في نياتهم لكن نحنُ نتكلم من باب الإرشاد من باب العلم ونعلم أن الجميع خير منا واتقى وأفضل لكن أقول من باب الإرشاد من باب العلم الذي أوجبه الله على أهل العلم أن يبينوه للناس أن الإنسان يقرأ القرآن قراءة متدبره متأمل هذا هو الذي يقود إلى فضل الله تبارك وتعالى ورحمته .

    الأستاذ معمر :
    يا شيخ صالح بما أنكم أشرتم إلى الاعتكاف هناك بعض الشباب يحرصون على الاعتكاف في المسجد دون إذن والديه مع أنهم في أمس الحاجة إليه ، أضيف في هذا المحور ما يتعلق ببعض الأفاضل عندما يعتكف في المسجد ولاسيما في الحرمين ثم يهمل أسرته بتوجيههم حتى مع العبادة .
    الشيخ صالح : الإنسان لا بد أن يكون فقيهاً قبل أن يكون عابداً ، وقد قال بعض الفقهاء أن جريج الذي ورد في الحديث أنه هدمت صومعته لأنه لم يكن فقيهاً ، فلذلك لم يستجب لأمه ، لا يجوز شرعاً أن يقدم الاعتكاف على حق الوالدين ، لأن الاعتكاف سنه وطاعة الوالدين واجب في غير معصية الله ، فالذين يصنعون مثل هذا ويتركون وراءهم أُسر تُهمل وتُضيع لم يوفقوا للصواب في الاختيار ، وإنما كان يجب عليهم أن يتقوا الله جل وعلا في ذريتهم وأن يجمعوا مابين العبادة وما بين رعاية الأسرة .

    الأستاذ معمر : رمضان يعود إلينا وإخواننا في العالم الإسلامي مضطهدين في بعض الدول ، دعني نعود قليلاً وعلى اختصار ونذكر تلك الانتصارات التي تبعث الهمة في النفوس ، تذكر العبد بضرورة الاتصال بالله .
    الشيخ صالح : شهر رمضان فأل خير على الإسلام ، النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعمد معركة في رمضان ، يعني ينبغي أن يقرأ التاريخ قراءة صحيحة ، لكنها بقدر الله ورحمته كان رمضان فأل خير لذلك أخبر عمر رضي الله عنه . غزوة بدر هي ألأولى وفتح مكة هي أخرى مع قريش ، فغزوة بدر كانت في رمضان وفتح مكة كان في رمضان ، ثم في عصرنا كانت حرب العاشر من رمضان ، الذي يعنينا أن رمضان أرتبط بالانتصارات وهذا نوع من الفأل الحسن والمحمود في الأمة ، وينبغي أن ترفع عن نفسها الذل بالعمل الصالح والطاعة لربها تبارك وتعالى والرجوع إلى هدي الكتاب والسنة لا بالانفعالات والحماسات والعبارات التي تأخر أكثر مما تقدم .

    الأستاذ معمر : من المحاور  يا شيخ وسائل الإعلام جندت جنودها وحشدت كثير من المعطيات لإنتاج كثير من الأفلام والمسلسلات ، حتى أصبحنا نسمع أن المسلسل الرمضاني له شهرته وانتشاره بين الناس ، وصيتكم للقائمين على هذه الوسائل . أيضاً إذا أمكن أننا نحاول أن نخاطب أنفسنا كيف يمكن أن نتعامل التعامل الأمثل مع مثل هذه الوسائل .
    الشيخ صالح : الله جل وعلا قال في حق الأخيار ((وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }الفرقان74)) وقال في حق الأخيار : ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)) وقال في حق الأشرار ({وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ }القصص41) . كلا الفريقين موجود في الساحة اليوم ، ثمة أخيار إذا أقبل رمضان ساقوا الخير إلى الناس وعرفوهم بربهم ، وثمة فجار إذا أقبل رمضان ما تحت أيديهم من فضول أموال أو قدرات أو إعلام أو غير ذلك ساقوه والعياذ بالله لصرف الناس عن عبادة ربهم فيزين لهم الشيطان سوء أعمالهم فيتنافس بعضهم مع بعض على أي شيء ؟ على الخسران المبين وهؤلاء والعياذ بالله على خطر عظيم جداً . أن يجعلوا من هذا الشهر الذي كان نبيهم صلى الله عليه وسلم يصوم نهاره ويقوم أكثر ليله يتعبد الله فيه ويرجو رحماته جعلوه طرائق لإضرار الناس ثم لم يكتفوا بذلك بل سموه بالشهر فيجعلون الفاصل ما بين فلم وآخر " رمضان كريــم !!! " وهذا والعياذ بالله عدم معرفه بنقمة الجبار جل جلاله . وإلا والله لو عرفوا عظيم نقمته جل وعلا لما حاربوه بمثل هذا ، هذا يقال للقائمين على الإعلام المذموم وليس كل الإعلام مذموم
    أما الناس فإنه يوم القيامة لا تحمل وازرة وزر أخرى ({وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى }فاطر18 ) فالمؤمن الحصيف العاقل يعلم أن رمضان أيام معدودات والعمر كله زهرة حائلة ونعمة زائلة ولابد من لقاء الله ، يحل عن الميت أربطة الكفن ثم ينصب عليه اللبن ثم يحثا عليه التراب ثم يخلى بينه وبين عمله فيصور له عمله إن كان صالحاً في هيئة طيبه ويصور له عمله إن كان سيئا في حالة سيئة فالأول يقول أنا عملك الصالح والثاني يقول أنا عملك السيئ ، وما رمضان في حقيقته إلا وعاء زمني يتقرب فيه المتقربون وينأ فيه الضالون .
    والنبي عليه الصلاة والسلام أمن وقد دعا جبريل :( رغم أنف امرئٌ دخل عليه شهر رمضان فلم يدخله الجنة )
    والعاقل الذي يعرف فضيلة الشهر وحرمته كما حررنا في الأول لا يجعل من ذلك الشهر سباقاً في النظر إلى ما حرم الرب تبارك وتعالى أعاذنا الله وإياكم من ذلك .

    الأستاذ معمر : أشارة إلى قضية مهمة وهي أن طلابنا في المدارس أو العمل الوظيفي قد يأخذ جزء من الوقت في رمضان ، أنا أضيف مسألة مهمة البعض قد تكون أخلاقة غير مناسبة لرمضان ويتعذر بالصيام مع أن الهدي النبوي يفترض الذي يكون عليه هو عكس ذلك .
    الشيخ صالح : الصيام كما حررنا في الأول يسمو بالنفس ويجعلها ذات قدرة على الانتصار على رغباتها وشهواتها وطموحها المنفعل ، والإنسان عليه أصلاً في مخاطبته للمؤمنين أن يقول كما قال الله جل وعلا : (( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)) فالصيام أعظم ما يأمرنا به الله جل وعلا أن نهذب أنفسنا ( فإن سابه أحد أو شتمه فليقل اللهم أني صائم) حتى يبين له أنه متمسك بهدي الله لا يستطيع أن يجاريه في طرائق الشيطان .
    نعود لقضية الناحية الوظيفية :أنا أنصح المعلمين وأقول ما عليكم أدوه قدر الإمكان على الوجه الأكمل ولا ريب أن الصيام فيه إضعاف للبدن ولهذا أسقطه الله عن المريض والمسافر لكن هذا الإضعاف مأجور الإنسان عليه الحبس عن الطعام والشراب إضعاف في القوة ، فقضية المبالغة في الواجبات المدرسية قضية المبالغة في التكاليف قضية ما تصفه بعض المدارس من جبر الطلاب بطرائق لي الذراع وإجراء اختبارات هذا أمر غير مستحسن ، لكن ينبه الطلاب على أن رمضان لا يعني ترك العمل ولا ترك العطاء ، لكن ليس بالطريقة التي ترضي بالطلاب جرماً في التعليم العام دون سن التكليف ، فيساعدون على الطاعة خاصة في المرحلة الابتدائية ، لا يكثر المدرس من التكاليف في الواجبات حتى لا يرهقه حتى يعينه على طاعة الله تبارك وتعالى هذه قضية أساسيه . الطلاب الذين في الجامعات بعضهم ذوي غربه  في السكن فقد يتعب كثيراً إيجاد إفطاره أو إعداد سحوره ، فعندما يأتي الأستاذ الجامعي ويكثر من التكاليف في البحوث في رمضان أنا أعتقد أنه أمر غير محمود ، نعم تكون الحصة المحاضرة مدارسه وأخذ وعطاء لكن لا يكون فيه تكاليف خارجية مرعاه بأنه شهر عبادة بمعنى أنني لا أربط الطالب أين كانت المرحلة التعليمية خارج الدوام بأمور حتى لا أشغله عن طاعة الله ، لأنه لا يصح أن نعيش مجتمع متناقض أدخل عند الإمام كمسلم وخطيب الجمعة يقول رمضان شهر القيام ويأتيني بالسنن وأنا مؤمن بصحة كلامه ثم يأتيني المعلم يقول ليس رمضان شهر كسل إذا ذهبت في الليل أكتب درسك وحل واجباتك وأعد أبحاثك ثم يأتيني أخر يقول لي شيء هو ليل واحد أنا أصنعه لمن لكم أو لديني ؟ فينبغي أن يكون الخطاب خطاب عقل لا يكون هناك تكليف قدر الإمكان .هذه رؤية شخصيه قد تحمل الصواب وقد تحمل الخطأ .  

    الأستاذ معمر :
    أحسن الله إليكم يا شيخ صالح ، بقي معي دقيقتان أن أذنتم لي في أن نخصصها في كيف يمكن للمسلم أن يستثمر هذا الشهر الفاضل في أن يكون له أثر كبير فيما يتعلق بالحياة الآخرة ؟
    الشيخ صالح : من كان يريد لقاء الله فإن أجل الله لآت ،، الوقوف بين يدي الله أمر حتمي سواءً أكان المرء باراً أو فاجراً  ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ(6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ(8) الأنفطار) . ({قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ }الجمعة8)) . استحضار هذه وأمثاله مما خاطب الله جل وعلا به عباده يجعل المؤمن من رمضان طريق إلى رحمة الله ربه تبارك وتعالى فيبدأ أول ما يبدأ به بالتوبة .

    والتوبة
    إلى الله جل وعلا وظيفة العمر خاطب الله بها عبادة أجمعين : (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31) .
    والاستغفار أعظم ما يجلب رحمة الله تبارك وتعالى قال سبحانه : (( وْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }النمل46 )

    ورمضان مطية وأي مطية وشهر مبارك وأي شهر ، أنزل الله
    جل وعلا فيه كتابه وصامه وقامة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم والصالحون من أمته بعد ذلك ، يتأسون بهدي نبيهم ويقتفون آثاره صلى الله عليه وسلم ..والمرء لا بد أن يترك وراءه الدنيا وان يقف بين يدي الله وأن يخلي بينه وبين عمله وينساق الناس بين يدي الله جل وعلا ، والأخيار إلى الجنة والفجار إلى النار عندها يحصل الغبن يحصل من الناس من الحسرات ما الله جل وعلا به عليم ، جعلنا الله وإياكم من أهل الأمن لذلك اليوم . والله لما ذكر الصالحين من خلقه قال جل وعلا : (({لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }الأنبياء103 ) وقال قبلها (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ(101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ(102)) ثم قال (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(103) )  .
    طوبا لعبد جعل من رمضان مطيه إلى رحمة الله جل وعلا ولفضله ، بر فيه والديه وصام الشهر في المقام الأول وتعبد الله جل وعلا بهذا الصيام إيماناً واحتساباً ، قدر الله له أن يأتي مكة ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) وفي رواية ( تعدل حجة معي ) منّ الله جل وعلا عليه بتلاوة القرآن وتدبره ، جعل من ليله حظاً ونصيبا ، وقف فيه بين يدي ربه يسأله ويدعوه ويعبده ويرجوه لا رب غيره ولا إله سواه  . كانت له في السجود دعوات وتسبيحات يرفعها إلى ربه يتضرع بها إليه ويسأله جل وعلا رحمته تبارك وتعالى .
    هذا وأمثاله مما يجعل العبد قد عرف قدر رمضان وعبده فيه ، نسأل الله أن يرزقنا فيه والمسلمين جميعاً العمل الصالح والعلم النافع وما يقربنا إليه إنه ربي لسميع الدعاء .

    الأستاذ معمر :  أحسن الله أليكم يا شيخ صالح على ما أجدتم وأفدتم فجزاكم الله خيرا وشكر الله سعيكم .

    المصدر : برتامج القطوف الدانية في قناة المجد .

     

    تم بحمد الله وتوفيقه

    سائلين المولى عز وجل الإخلاص والقبول


     

    اعداد الصفحة للطباعة    ارسل هذه الصفحة الى صديقك
     صالح المغامسي
  • تأملات قرآنية
  • السيرة النبوية
  • مجمع البحرين
  • آيات وعظات
  • مشاركات إعلامية
  • خطب
  • رمضانيات
  • فوائد ودرر
  • صوتيات
  • الصفحة الرئيسية
  • مواقع اسلامية